القائمة الرئيسية

الصفحات

إمام المسجد النبوي: ذكر الله راحة للقلوب وإزاحة للمتاعب






قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان -في خطبة الجمعة-: بذكر الله ترتاح القلوب، وتنزاح المتاعب والكروب، وتمحى المعاصي والذنوب، "الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ"، فأكثروا من ذكر الله، واحرصوا على ملازمة لا إله إلا الله، فهي أزكى الأعمال عند الله، "وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ"، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه قال: "مَن قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ، وهو علَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، في يَومٍ مِئَةَ مَرَّةٍ؛ كانَتْ له عَدْلَ عَشْرِ رِقابٍ، وكُتِبَتْ له مِئَةُ حَسَنَةٍ، ومُحِيَتْ عنْه مِئَةُ سَيِّئَةٍ، وكانَتْ له حِرْزًا مِنَ الشَّيْطانِ يَومَهُ ذلكَ حتَّى يُمْسِيَ، ولَمْ يَأْتِ أحَدٌ بأَفْضَلَ ممَّا جاءَ به، إلَّا أحَدٌ عَمِلَ أكْثَرَ مِن ذلكَ".

وأضاف: كلمة التوحيد حصن الإسلام بها يعصم المرء دمه وماله وعرضه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أُمِرْتُ أنْ أُقاتِلُ النَّاسَ حتَّى يَشْهَدُوا أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، ويُؤْمِنُوا بي، وبِما جِئْتُ به، فإذا فَعَلُوا ذلكَ، عَصَمُوا مِنِّي دِماءَهُمْ، وأَمْوالَهُمْ إلَّا بحَقِّها، وحِسابُهُمْ علَى اللَّهِ"، وهي أول ركن من أركان الإسلام ودعائمه الخمس، عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: "بُنِي الإسلامُ عَلى خَمْسٍ: شَهادةِ أنْ لا إلهَ إلاَّ الله، وأنَّ مُحمَّداً عَبْدُه وَرَسولُهُ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وحَجِّ البيتِ، وصَومِ رَمضانَ".

وتابع: هي أعظم فريضة فرضها الله وتواترت عليها الكتب من عند الله، وأجمع عليها رسل الله، قال تعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ"، وقال: "وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ"، شهد الله بها وكفى، وشهد عليها الملائكة وأهل العلم الذين اصطفى، قال تعالى: "شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ".

وأضاف: أعظم شيء انعقد عليه القلب ونواه، وقصده العبد وعمل بمقتضاه، وأفضل كلمة نطقت بها الشفاه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فهي سبب السعادة والنجاة وفوز العبد في دنياه وأخراه وهي شرط القبول عند الله وأعظم وأفضل الأقوال وأزكاها ثوابا في المآل، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له”، وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللهَ يستخلصُ رجلًا من أُمَّتي على رؤوسِ الخلائقِ يومَ القيامةِ ، فينشرُ عليه تسعةً وتسعين سِجِلًّا ، كلُّ سِجِلٍّ مثلُ مدِّ البصرِ ، ثم يقولُ : أَتُنكرُ من هذا شيئًا ؟ أظلمَك كتبتي الحافظونَ ؟ فيقولُ : لا يا ربِّ ! فيقول : أفلكَ عُذرٌ ؟ فيقول : لا يا ربِّ ! فيقولُ اللهُ تعالى : بلى إنَّ لك عندنا حسنةً ، فإنه لا ظُلمَ عليك اليومَ ، فتخرجُ بطاقةٌ فيها ( أشهدُ أن لا إله إلا اللهُ ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه ) ، فيقول : احضُرْ وزْنَك . فيقول : يا ربِّ ! ما هذه البطاقةُ مع هذه السِّجِلَّاتِ ؟ فقال : فإنك لا تُظلَمُ ، فتوضَعُ السَّجِلَّاتُ في كِفَّةٍ ، والبطاقةُ في كِفَّةٍ ، فطاشتِ السِّجِلَّاتُ ، وثقُلَتِ البطاقةُ ، فلا يَثقُلُ مع اسمِ اللهِ شيءٌ"، فلا إله إلا الله أفضل الأعمال في الميزان وأفضل شعبة من شعب الإيمان عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الإِيمانُ بضْعٌ وسَبْعُونَ، أوْ بضْعٌ وسِتُّونَ، شُعْبَةً، فأفْضَلُها قَوْلُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَدْناها إماطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ، والْحَياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمانِ".




تعليقات