القائمة الرئيسية

الصفحات

آل الشيخ في خطبة الجمعة: حركوا بهذا القرآن العظيم قلوبكم وعظموا به خالقكم وزكوا به جوارحكم

 


 أمّ إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور حسين آل الشيخ خطبة الجمعة قائلاً: معاشر المسلمين وإن القرآن الكريم كلام الله قد تجلى فيه لعباده بصفاته العظمى وأسمائه الحسنى فتارة يتجلى سبحانه في جلباب الهيبة والعظمة والجلال لتخضع الأعناق وتنكسر النفوس وتخشع الأصوات ويذوب الكبر من النفوس كما يذوب الملح في الماء وتارة يتجلى عز شأنه في صفات الجمال والكمال وهو كمال الأسماء وجمال الصفات وجمال الأفعال الدال على كمال الذات، فيستنفذ حبه من قلب العبد قوة الحب كلها بحسب ما عرفه من صفات جماله ونعوت كماله، فيصبح فؤاد عبده فارغا إلا من محبته، فإذا أراد منه الغير أن يتعلق تلك المحبة به أبى قلبه وأحشاؤه ذلك الإباء فتبقى المحبة له طبعاً لا تكلفا وتارة يتجلى تبارك وتعالى بصفات الرحمة والبر واللطف والإحسان انبعثت قوة الرجاء من العبد وانبسط أمله وقوي طعمه وسار إلى ربه وحادي الرجاء يحدو ركاب سيره وكلما قوي الرجاء جد في العمل، وتارة يتجلى جل جلاله بصفات العدل والانتقام والغضب والسخط والعقوبة انقمعت النفس الأمارة وبطلت أو ضعفت قواها من الشهوة والحرص على المحرمات، ألا فحركوا بهذا القرآن العظيم قلوبكم وعظموا به خالقكم وزكوا به جوارحكم وهذبوا به أخلاقكم واجعلوه في حياتكم كالروح للجسد والماء العذب الطيب للعطشان اتخذوه نورا يضيء طريقكم.

واستهله فضيلته خطبته الثانية قائلاً: إن هذا الشهر مدرسة للتربية على تهذيب الأخلاق الفضلى والشمائل العليا والصفات الحسنى فكن أيها الصائم في قمة الطيب والحسن قولاً وفعلاً وتعاملاً، ومع ذلك أن يتقي العبد الفحش والأذى وينأى بنفسه عن الأضرار بالآخرين ويبتعد عن كل خلق رديء مذموم وعن كل تعامل فظ فاحش.

تعليقات